إيقاع تفوز بجائزة الإبداع العربى التى تمنحها مؤسسة الفكر العربى - خاتمة عظيمة لعام 2016

كلمتى فى حفل تسلمى جائزة مؤسسة الفكر العربى 

مساء الخير..
صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ
السادة الحضور..ضيوف المؤسّسة الكرام

وأنا أقف أمامكم اليوم لأتسلم جائزتكم الموسومة. التي تكرم روايتي الرابعة "إيقاع"، أرنو بنظري إلى طريقي القصير الذي سرت فيه منذ كنت في الخامسة عشرة، حينما انتويت للمرة الأولى أن أكتب، محتذيا بأساتذتنا الكبار، الذين سبقوني في هذا الطريق الصعب، طريق الكتابة، اخترت أن أكتب، لأن الكتابة هي نور الحياة، والأمل الباقي لليائسين، كما أنّها من جعلتني أرتحل من بلدي لأقف أمامكم اليوم بعدما تمّ تتويجي بجائزتكم الموسومة. هي الكتابة التي تفعل كلّ الأشياء السعيدة والمُبهجة في حياتنا.


يقول محمود درويش:
"سرت كما يسير النائمون
يقودوني حلمي

ومن قمر إلى قمر قفزت

منحتنى الكتابة حظ المبتدئين، وقبساً من أنوار عديدة، آمنت من اللحظة الأولى أنه ينتظرنى الكثير من الجهد، لم يكن من السهل أن أختار أى طريق أمضي، هل أكتب القصة القصيرة؟ أم الرواية؟ آمنت أن القالب سيناديني، ويختارنى، فكانت الرواية، تقلبت بين العديد من أشكالها، واحتذيت بما قاله الروائي الأمريكي إرنست هيمنجواي: لا تتنافس إلّا مع الكتّاب الأموات، فهم فقط من تأكّد الناسُ أنّ بعضهم جيّدون، أقول لنفسي كلّ مرّة أجلس فيها إلى طاولتي، هذه فرصتي لأغلبهم، فهم مضوا، وأنا لم أزل هنا أمضي في الطريق".

تأتي روايتي "إيقاع" التي تتوّجونها اليوم، بعد عشرين عاماً من ممارستي الكتابة لأوّل مرّة عام 1995، وهي ثمرة هذه النظرة المتحدية، الرغبة في كتابة أفضل حكاية، وأروع حبكة، وتظلّ محتفّظة مع ذلك حتّى النهاية بقارئها، لا تفلته أبداً، ولا تدعه يذهب إلى أيّ مكان، تأسره، مثلما كنت أسير مقعدي حتّى انتهائي من كتابتها.

صاحبّ السموّ، رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ،
وأعضاء اللّجنة الذين توّجوني بالجائزة، والسادة الحضور.

أتوجّه لكم بخالص الودّ لأنّكم كافأتم هذا الجهد، بجائزتكم الموسومة، فلا يوجد أفضل من أن تتبنى مؤسسة ثقافية كبرى، جهداً أدبيا لكاتب شاب، وتكرمه هذا التكريم، لتحفزه على المواصلة، وخوض غمار الطريق

أشكركم. 




Comments