خنادق العذراوات في موقع 24

صاحب "سبع محاولات للقفز فوق السور": الأدب محظوظ واستفاد من الثورة
"خنادق العذراوات" رواية جديدة للمصري وجدي الكومي
الروائي المصري وجدي الكومي

القاهرة- وائل السيد
انتهى الكاتب المصري وجدي الكومي من رواية جديدة بعنوان "خنادق العذراوات" تصدر الشهر المقبل عن دار الساقي في بيروت، وقال لـ24 إن "أحداثها تدور حول خصخصة مصنع البيرة الواقع في (بين السرايات)، والذي يرجع تاريخ إنشائه لعام 1897"، وأضاف "بدأت العمل علي الرواية نهايات 2010، وعطلتني ثورة 25 يناير قرابة الستة أشهر، إلا أنني عاودت العمل عليها وانتهيت منها في يناير من هذا العام".

صاحب "سبع محاولات للقفز فوق السور" قال "كادت ثورة 25 يناير أن تتسبب في إجهاض عدد من المشاريع الروائية التي عمل عليها عدد من أبناء جيلي، حسب ما كنا نتداوله أثناء لقاءاتنا المتكررة في مقاهي القاهرة وندواتها، لكن لحسن الحظ هذا لم يحدث معي، حيث كنت أعمل علي مشروع الرواية، ولحسن الحظ أنني انتهيت منها بالفعل". 

صدور مجموعة ورواية في وقت متقارب هل يسبب له مشكلة؟ يجيب: "الثورة هي كلمة السر في تعطيل مجموعتي القصصية الأولى (سبع محاولات للقفز فوق السور) التي صدرت هذا الشهر عن دار الشروق، حيث كنت قد جمعت قصصها، وأضفت إليها قصصا أخرى، منذ يناير 2012، ودفعت بها للدار من أجل نشرها، في مارس 2012، وأعتقد أن الأحداث التي شهدتها مصر العام الماضي، من إجراء انتخابات رئاسية، والإعلان الدستوري، وأحداث قصر الاتحادية، كان لها ظلال وخيمة، تسببت في تعطيل صدورها، وعلى الرغم من أنني تسلمت غلاف المجموعة شهر مايو العام الجاري، إلا أن ثورة 30 يونيو أجلت صدورها، بالإضافة لحصار دار الشروق في منطقة رابعة العدوية بسبب اعتصام الإخوان المسلمين هناك، لكنها لحسن الحظ صدرت أخيراً، وأعتقد أنني سأكون الكاتب الشاب الوحيد من أبناء جيلي، الذي يصدر له كتابان في نفس الوقت من العام المشتعل فعلاً بالأحداث". 

وهل يرى أن المقروئية، خصوصاً مقروئية الأدب، تراجعت بعد 25 يناير؟ يقول: "لا أعتقد، الأدب محظوظ واستفاد من أحداث الثورة، والأدباء استفادوا منها، وألهمتهم، وكان لها فضل عظيم على بعضهم، وأخص بالذكر هنا، رواية باب الخروج لعز الدين شكري فشير، فالثورة ألهمته كتابة رواية تنبؤية للأحداث، التي تطابق بعضها فيما بعد، مع أحداث الرواية، كما أن الأدباء أسهموا في المشهد، على المستوى الثوري، كما حدث في اعتصام وزارة الثقافة الأخير، الذي منع رجل محمد مرسي، علاء عبد العزيز، من استكمال مشروع أخونة قطاعات الوزارة والسيطرة على دار الوثائق القومية، وأعتقد أن النظرة اختلفت للأدباء والمثقفين وكذلك للكتب بشكل عام والإبداع بشكل خاص". 

وعلى المستوى السياسى كيف يرى التصعيد الإخوانى؟ وما الحل لخلاص الدولة من خطرهم؟ وهل هو مع الحل الأمنى؟

يقول: "سياسياً، هناك التباس وتعقيد في المشهد، تسبب فيه تخوف رجال الدولة الجدد من التدخل الدولي الخارجي، ومن حلول شهر رمضان، الذي تزامن مع الشهر الأول للإطاحة بمحمد مرسي، وهو ما جعل الفرصة سانحة للإخوان المسلمين، لانتهاز فرصة التردد الحكومي في الحسم، وشجعهم علي اتخاذ خطوات تصعيدية، وأعتقد أن التردد الحكومي في الحسم الأمني كان موفقاً، نظرا للمناسبات الدينية، لكن هناك فشل مؤكد يكمن في عجز الآلة الإعلامية الرسمية عن الرد على الروايات الإخوانية الملفقة للمشهد، وهو ما يبرره الناس العادية بأنه عجز حكومي عن المواجهة، لكن هناك آراء ترجح أن هذا الانتظار الحكومي له فائدته ووجاهته، نظرا للحصول على دعم شعبي غاضب لمواجهة تصعيد الإخوان، وأعتقد أن الحل الأمني هو الأنسب لفض اعتصام تنتشر تقارير صحفية تؤكد أنه تحول لثكنة عسكرية، وهذا يستدعي أن يكون الحل الأمني محسوباً، ومدروساً، وفي النهاية أظن أن التخلص من خطر الإخوان لن يكون بالقوة، لكن بالنزول للشارع عبر التوعية السياسية والثقافية والإعلامية، والاقتراب أكثر من الناس العادية وتلبية مطالبهم"

Comments